يتكرر السؤال دائما متى يجب البدء بتقويم الأسنان، ومتى يتوجب علينا مراجعة طبيب التقويم، وفي أي عمر تكون الاستشارة التقويمية الأولى، وتزداد أهمية السؤال بشكل خاص خاصة لدى الأسر التي تتكرر فيها إصابات سوء الإطباق والحاجة للمعالجة التقويمية.
لقد ازداد الاهتمام في معظم المجتمعات خلال السنين الأخيرة بتقويم الأسنان، واليوم يتلقى أكثر مِنْ 4 مليون شخص في أمريكا الشمالية وحدها عناية طبية في مجال التقويم السني ويَتطلّعونَ إلى ابتسامة صحّية جميلة مدى الحياة، ويبدو للكثيرين أنّ الجائزةَ المتوقعة والواضحة بعد تقويم الأسنان هي الحصول على أسنان مرتبة ومصطفة جيدا بشكل جميل وأقل عرضة للنخر والأذى.
لكن من المهم أيضا في هذا المجال ما يحدث للمريض نتيجة تقويم الأسنان من دعم لثقته بنفسه من خلال المظهر والابتسامة الجميلة التي يُمْكِنُ أَنْ يحصل عليها عبر المعالجة التقويمية.
إذا كنت تفكر بتلقي معالجة تقويمية فمن الأفضل أن تَستعدُّ لاتخاذ القرار الصحيح عبر المعرفة المُسلَّحة بالحقائقِ وهذا هو أحد أهم أهداف المقال.
فما هي أهمية التقويم:
التقويم يُمْكِنُ أَنْ يَرْفعَ ثقة الشخص بشكله ومظهره الشخصي عندما تصبح الأسنان والفكين والشفاه بوضعها الصحيح، لكن الابتسامةَ الجذّابةَ هي فقط إحدى فوائد التقويم الذي يؤدي أيضا لتَخفيف أَو مَنْع المشاكلِ الصحية بشكل عام، وهذا ما يعطي التقويم أهمية خاصة.
بترك الأسنان بدون معالجةِ تقويمية فإن المشاكل التقويمية قَدْ تُساعد على تسوّسِ الأسنان، أمراض اللثة، التخرب والضعف العظمي وصعوبات في المْضغ والهضم.
إن أي "عضة سيئة" قد تُؤثر أحيانا على الصوت والكلام وقد تسهل خسارة سن أو أكثر وتساعد على حدوث الأذيات السنية بشكل عام.
تقويم الأسنان .. ماذا يعني :
تقويم الأسنان هو فرع من طبِ الأسنان يَتخصّصُ في التشخيصِ ومنعِ ومعالجةِ الشذوذات والتغيرات في الأسنانِ والعظام الفكية الوجهية من حيث الموضع والحجم وعلاقة الأسنان والفكين ببعضها البعض.
إنّ التعبيرَ العلمي عن هذه المشاكل هو عبارة (سوء الإطباق) الذي يَعْني عضة سيئة، والمعالجة التقويمية تعني تصحيح وضع واصطفاف الأسنان وعلاقة الفكين مع بعضهما البعض للحصول على عضة صحيحة وابتسامة جيدة ومظهر وجهي متناسق.
تَتطلّبُ ممارسةُ التقويم المعرفة المحترفة في وضع خطة العلاج وتطبيقِ الحاصرات السنية والتحكم بها لتحريك وجَلْب الأسنانِ والشفاهِ والفكين إلى الاصطفاف الصحيحِ والتوصّلُ إلى التوازنِ الوجهيِ.
من هو طبيب تقويم الأسنان:
هو طبيب الأسنان الذي تلقى بعد تخرجه من كلية طب الأسنان تعليما متخصصا في مجال تقويم الأسنان لا تقل مدته غالبا عن سنة إلى 4 سنوات.
ما هي فوائد التقويم:
في الحقيقة، النَتائِج أكثر مِما قد يتوقع المرء.
فمن المعْروف أنّ الحاصرات السنية التي تلصق على الأسنان تُعدّلُ اصطفاف الأسنان لكن ما قَدْ لا يكون معْروفا هو أنّ الابتسامة الجميلة هي واحدة فقط من فوائد التقويم حيث أن تحريك الأسنانِ والشفاهِ والفكين إلى الاصطفاف الصحيحِ لا يهدف
فقط للحصول على ابتسامة رائعة و لكن صحّية أيضاً. الأسنان الموزعة باستقامة صحيحة في الفم تُحسّنُ إلى حد كبير الناحية الوظيفية في المضغ والبلع والكلام وتجعل التنظيف أسهل وأكثر فعالية وفائدة.
وأخيراً وليس آخراً الثقةُ واحترام الذات المتزايدُ الناتج عن تحسن المظهر وامتلاك ابتسامة صحّية جميلة.
إن الاستفادة من الناحية النفسيةِ يُمكنُ أَنْ تَكُونَ عاملا بالغ الأهمية في اتخاذ القرارِ بالمعالجةِ التقويمية ويكون في أغلب الأحيان الهدف الأول للمريض من وراء المعالجةِ.
الابتسامة الجميلة شيء رائع سواء عند امتلاكه أو رؤيته.
لنَتذكّر دائما: الابتسامة الجذابة هي البداية فقط لكن تحسن الصحة الفموية والعامة تظل من الأهدافَ المهمة في المعالجة التقويمة.
ما هو سوء الإطباق إذاً:
قد تكون هذه كلمة جديدة للكثيرين ويعني سوء الأطباق وجود ازدحام أو اعوجاج أو بروز في الأسنان بحيث لا تَتطابق مع بعضها بشكل صحيح وجيد عند إغلاق الفم وباختصار يعني سوء الإطباق وجود عضة سيئة.
إن الكثير من حالات سوء الإطباق تكون مَوْرُوثة أو على علاقة بالوراثة ويتضمن ذلك ازدحام الأسنانِ، فراغات أكثر من اللازم بين الأسنانِ، أسنان إضافية أَو مفقودة، وجود شق في قبة الحنك ومختلف الشذوذات والتغيرات الوجهِية. في بعض الحالات
يكون سوء الإطباق مُكتَسَبا حيث يمكن أن يكون سببه مصِّ الإبهامِ، دفع اللسان، أمراض الأسنانِ، فقد أو قلع مبكر لأحد الأسنانِ اللبنية المؤقتة أَو الدائمةِ، بعض الحوادث أَو المشكلات الطبيةِ.
إن هذه المشكلات السنية التقويمية المتروكة بدون مُعالجة تُصبحَ أسوأ عادة مع الوقت.
ومن الصعب أن ينجح الشخص العادي في التنظيف الجيد للأسنان المعوجة أو المتراكبة والمحافظة عليها وهذا قَدْ يُساهمُ في حدوث التسوّس وأمراض اللثة وفي النهاية خسارةِ بعض الأسنان.
إن أي عضة سيئة يُمْكِنُ أَنْ تُؤدي إلى تآكل زائد يظْهرُ على سطح الأسنان، كما تسبب العضة السيئة أو سوء الإطباق صعوبة في المَضْغ وإجهادِ زائد على العظمِ حول الأسنان وعلى النسيج اللثوي.
مَنْ يَسْتَطيع الاستفادة من التقويم وفي أي عمر؟
في الماضي اعتقدَ أكثر الناسِ أن أجهزة تقويم الأسنان يمكن استعمالها للأطفال فقط. وفي الحقيقة فإنّ عشرات الآلاف من الكبار الآن يخضعون للمعالجة التقويمية في مختلف البلدان، وفي البلدان الثرية كأمريكا الشمالية مثلا فإن أكثر مِنْ ربع مرضى
التقويم تجاوزوا 21 عاما من العمر بينما ترتفع هذه النسبة أكثر في البلدان النامية بسبب نقص الوعي والفقر حيث يتأخر الناس كثيرا في مراجعة طبيب التقويم.
ولأن العمليةَ الأساسيةَ التي هي تحريك الأسنان هي نفسها في البالغين كما في الأطفالَ , فإن المعالجة التقويمية يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ناجحة في أي عُمر.
إن صحة الأسنان واللثة والعظام الداعمة للأسنان هي العوامل التي تساهم في تحديد فرص التحسن المتوقع.
لذا فإنه من حيث المبدأ يمكن للشخص في أي عمر كان أن يستفيد من التقويم ، وليس هناك من هو متقدم بالسن بحيث يكون عليه التوقف عن البحث عن الأفضل.
وبغض النظر عن عُمر المريض فإن المعالجة التقويمية هي دائما تغير نحو الأفضل.
متى ينبغي أن تكون الزيارة الأولى لطبيب تقويم الأسنان:
توصي الجمعية الأميركية لتقويم الأسنان بأنّ كُلّ طفل يَجِبُ أَنْ يَراجع طبيب التقويم في عُمرِ 7 سنوات وفي بَعْض الحالات يُمكنُ أَنْ تَكُونَ المراجعة في سن صغيرة في عمر السنتين أو 3 سنوات.
الكثير من المشاكل التقويمية تكون أسهل في المعالجة إذا اكتَشَفت مبكراً بدلاً مِنْ الانتظار حتى يكبر الطفل ويتَباطأَ نمو الفكِّ.
المعالجة المبكّرة قَدْ تَعْني أن المريض سَيَتفادى الجراحة أَو المعالجات التقويمية الأكثر تعقيدا التي تصبح ضرورية أحيانا عند التأخر في التقويم والرغبة في إجرائه في فترة لاحقة من الحياة.
هل هناك عمر أو وقت يصبح فيه اللجوء للتقويم متأخرا وغير ممكن:
لا. لأن الأسنانَ السليمة يُمْكِنُ أَنْ تُحرّكَ بأي عُمر ويُمْكِن لطبيب التقويم أَنْ يُحسّنَ الابتسامةَ عمليا لأي شخص يكون محتاجا للمعالجة التقويمية.
وهكذا فإن طبيب التقويم يمكنه معالجة المرضى حتى في الخمسين أو الستين من العمر وحتى أكثر من ذلك.
كم يستغرق تقويم الأسنان من الوقت:
عادة ما تخصص الزيارة الأولى لدراسة وتقييم حالة المريض بشكل أولي وبعد ذلك يتم عمل نماذجِ الأسنانِ وصور الأشعة للدراسة، وبعد وضع الجهاز يراجع المريض
كُلّ 4-6 أسابيع عادة، وتستمر المعالجة وسطيا من سنة إلى سنتين ونصف ولكن في الحالات البسيطة جدا أو المعقدة جدا قد يكون الزمن أقل أو أكثر مما ذكر
اتمنى الصحه والسلامه للجميع ودمتم بعافيه